من يلعقون أحذية إيران.. قوة لا تقهر أم خادم مطيع لإسرائيل؟

المشهدTV – رضوان عريف
تعتبر إيران واحدة من القوى الإقليمية البارزة في الشرق الأوسط، ويظهر ذلك من خلال تأثيرها على عدة ملفات سياسية وعسكرية في المنطقة. ومع ذلك، فإن النقاش حول قوتها الحقيقية ودورها في السياسة العالمية يستمر في إثارة الجدل. هناك من يصفون إيران بأنها قوة لا تقهر، لكن في المقابل، هناك آراء تعتبرها مجرد خادم مطيع لمصالح إسرائيل.
تسعى إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال دعم الجماعات المسلحة كحزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق، والحركات الأخرى في سوريا واليمن. يعتبر البعض أن هذا النفوذ يعكس قوة إستراتيجية لإيران، بينما يرى آخرون أن هذه الأدوار تخدم في النهاية الأجندة الإسرائيلية.
تتواجد في العالم العربي فئات من المثقفين والسياسيين الذين يعبرون عن دعمهم لإيران ويعتبرونها صمام أمان لمواجهة إسرائيل. هؤلاء يصفون أي نقد لإيران بأنه تعبير عن التبعية للغرب، ويستخدمون شعارات مثل “المقاومة” للدلالة على قوتها.
لكن في الوقت نفسه، هناك من يعتقد أن إيران، من خلال سعيها لتوسيع نفوذها، تسهم في تزايد الفوضى في المنطقة، مما يفتح المجال أمام إسرائيل لتحقيق أهدافها. هذه الفكرة تثير تساؤلات حول مدى إستقلالية السياسة الإيرانية، ومدى تأثيرها على القضايا العربية.
الواقع الجيوسياسي في الشرق الأوسط يجعل من الصعب إعتبار إيران قوة مستقلة تمامًا. فقد ساهمت السياسات الإيرانية في تعقيد المشهد الإقليمي، مما منح إسرائيل فرصة للإستفادة من الفوضى. تدعي بعض التحليلات أن التصعيد الإيراني ضد الدول العربية هو في النهاية في صالح إسرائيل، حيث يوفر لها مبررات للتدخل وتعزيز وجودها العسكري.
بينما يسعى البعض لوصف إيران بأنها قوة لا تقهر، يجادل آخرون بأنها مجرد خادم لمصالح إسرائيل. يبقى هذا الجدل مفتوحًا، ويعكس الصراعات المعقدة في الشرق الأوسط. من الواضح أن فهم دور إيران يتطلب دراسة دقيقة لمصالحها الإستراتيجية وتأثيرها على التوازن الإقليمي، دون تجاهل الأبعاد التاريخية والثقافية التي تساهم في تشكيل سياساتها.