سكان الحوز بين المعاناة وتأخر الدعم.. الأمطار تفاقم الأوضاع في المناطق المنكوبة

المشهدTV – الحسين العوص
تشهد عدة مناطق بإقليم الحوز أوضاعًا صعبة نتيجة التساقطات المطرية الغزيرة التي ضربت المنطقة خلال الأيام الأخيرة، ما زاد من معاناة الأسر التي لا تزال متضررة من زلزال 8 شتنبر 2023. ورغم الوعود الحكومية بتقديم الدعم والإعانات، يشتكي العديد من السكان من تأخر وصول المساعدات، وسط مطالب بتسريع عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار.
الأمطار تفاقم الوضع الإنساني
بحسب *المديرية العامة للأرصاد الجوية فقد سجلت منطقة الحوز تساقطات مطرية تجاوزت 50 ملم خلال الـ48 ساعة الماضية، مما أدى إلى حدوث انهيارات طينية وصعوبة في التنقل بين بعض الدواوير الجبلية، خاصة في مناطق أمزميز، تلات نيعقوب، وإغيل*
وأفاد تقرير صادر عن مجلس جهة مراكش-آسفي أن أزيد من 3,500 أسرة ما زالت تعيش في مساكن مؤقتة، وهو ما يجعلها عرضة للبرد القارس والتقلبات الجوية، في ظل غياب بنية تحتية ملائمة تحميهم من الظروف المناخية الصعبة.
الدعم الحكومي وتأخر التنفيذ
وكانت الحكومة قد أعلنت في أكتوبر 2023 عن تخصيص *120 مليار سنتيم* لصندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة، وفق ما أكده *وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت* في جلسة برلمانية. كما تعهدت الدولة بصرف مساعدات مباشرة بقيمة *2,500 درهم شهريًا* للأسر المتضررة، إضافة إلى دعم إعادة بناء المنازل المتضررة بمبالغ تتراوح بين 80,000 و140,000 درهم حسب حجم الأضرار.
لكن، رغم هذه الإجراءات، كشف تقرير صادر عن *المجلس الأعلى للحسابات* أن نسبة الأسر التي حصلت على الدعم لا تتجاوز *60%* حتى فبراير 2024، مما يطرح تساؤلات حول وتيرة التنفيذ ومدى نجاعة توزيع المساعدات على الفئات الأكثر هشاشة.
شهادات السكان ومطالب المجتمع المدني
وفي تصريح لمحمد أيت الحاج أحد سكان دوار بإقليم الحوز:
“نعيش وسط البرد والأمطار في خيام لا تحمينا من الظروف القاسية. وعود الحكومة كثيرة، لكن التنفيذ بطيء جدًا. نحتاج إلى حلول عاجلة وليس مجرد تصريحات.”
من جهتها، دعت *الجمعية المغربية لحقوق الإنسان* إلى ضرورة تسريع صرف التعويضات وضمان توزيع عادل للمساعدات، مع تعزيز الشفافية في تدبير الميزانيات المخصصة لإعادة الإعمار.
وفي انتظار تنفيذ الوعود الرسمية، يواجه سكان الحوز أيامًا صعبة تحت وطأة البرد والأمطار، مع آمال معلقة في تدخل عاجل ينهي معاناتهم الممتدة منذ الزلزال المدمر.