عودة موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي إلى بوزمو وإملشيل بعد إلغائه العام الماضي
المشهدTV – أمينة حسيكو
تستعد منطقتا بوزمو وإملشيل التابعتان لإقليم ميدلت لاستضافة موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي من جديد، بعد إلغائهما العام الماضي تضامنًا مع ضحايا زلزال الحوز.
ويُقام هذا الموسم سنويًا بعد انتهاء فصل الصيف ومع دخول فصل الخريف، في إطار الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي الذي ورثه أبناء المنطقة عن أجدادهم.
وتعود قصة موسم الخطوبة إلى شاب وشابة من قبيلتين مختلفتين (آيت إبراهيم وآيت يازا) منعا من الزواج، مما دفعهما للبكاء حتى تشكلت بحيرتان: بحيرة إيسلي (العريس) وبحيرة تيسليت (العروس). إثر ذلك، قرر الأهالي ترك حرية اختيار الشريك لأبنائهم. ويقام الموسم سنويًا لتوثيق زواج من تزوج في تلك السنة بشكل قانوني، متجاوزين زواج الفاتحة الذي كان سائدًا قديمًا لصعوبة وجود قضاة في تلك المناطق لتوثيق الزواج بشكل قانوني.
يتم الاحتفال بالعرسان بحضور الفن الأمازيغي المعروف بـ “أحيدوس”، حيث تعلو الأهازيج وتعم الفرحة كل الأرجاء. ومن المحتمل أن يصل عدد العرسان هذا العام إلى 40 عريسًا وعروسًا.
من جهة أخرى، تسمية الموسم بـ “أكدود سيدي أوحماد المغني” تعود إلى ولي صالح مدفون في تلك المنطقة. ويُقال إنه كان يخرج النور من قبره، مما دفع السكان لبناء ضريح عليه، فأصبح مزارًا يؤمه الناس من مختلف أنحاء المملكة في كل موسم.
يُقام “أكدود” سنويًا على مدار ثلاثة أيام من شهر شتنبر، ويحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله منذ العام الماضي، في إطار دعم جلالته للحفاظ على التراث الثقافي اللامادي المنبثق من أعالي جبال الأطلس المتوسط. ولا يكتسي الحدث البعد الفلكلوري والديني فقط، بل يحمل أهمية اقتصادية للمنطقة التي تشهد نشاطًا اقتصاديًا مهمًا خلاله. تُعرض خلال المهرجان المنتجات المحلية التي تتميز بها المنطقة، بما في ذلك الصناعات التقليدية التي تروق للسياح وتجذبهم.