المشهدTV – ت.م
لم تنفع الألوان الوطنية ولا الشعارات الصاخبة في إنقاذ المؤثرة الفرنسية الجزائرية صوفيا بن لمان من قبضة العدالة الفرنسية، حيث أصدرت المحكمة الجنائية في مدينة ليون، يوم الثلاثاء، حكمًا يقضي بسجنها تسعة أشهر مع وقف التنفيذ، بعد أن أدينت بتهمة التهديد بالقتل لمعاريض النظام الجزائري عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
القاضية لم تكتفِ بالعقوبة السجنية فقط، بل قررت حرمانها من استخدام منصتي “تيك توك” و”فيسبوك” لمدة ستة أشهر، وألزمتها بأداء 200 ساعة من الخدمة المجتمعية، في ضربة موجعة لمن كانت تتباهى بأكثر من 350 ألف متابع يتغذون على خطاب الكراهية والتجييش.
وجاءت الإدانة استنادًا إلى مقاطع مصورة نشرتها بن لمان، ظهرت في أحدها وهي تهين امرأة وتتمنى لها الموت. وبكل جرأة، حضرت المحاكمة مرتدية زيًا بألوان العلم الجزائري، محاولة استدرار التعاطف، لكنها فشلت في إقناع المحكمة ببراءتها، مكتفية بتبرير أقوالها بأنها “كانت أكبر من أفكارها”!
محاميها، فريديريك لاليار، سعى للتقليل من خطورة الملف، قائلاً إن موكلته “ضحية سياق سياسي مشحون”، معتبرًا أن ما قيل كان مجرد “دردشات صبيانية”، رافضًا الاعتراف بما أسند إليها من نفوذ وتأثير عقائدي.
ورغم كل محاولات الدفاع، فإن العدالة كانت حازمة، خاصة وأن بن لمان ليست غريبة عن ساحات المحاكم؛ فقد سبق الحكم عليها عام 2001 بالسجن سبعة أشهر مع وقف التنفيذ بعدما اقتحمت ملعب ستاد دو فرانس رافعة العلم الجزائري خلال مباراة بين فرنسا والجزائر.
وجاء هذا الحكم في وقت حساس يتزامن مع تجدد التوتر بين باريس والجزائر، فيما لم تُظهر بن لمان أي ندم حقيقي، لتُضاف صفحتها القضائية الجديدة إلى سجل مثير للجدل لا يبدو أنه سينتهي قريبًا.