الشعب المغربي يخلد الذكرى 49 للمسيرة الخضراء
المشهدTV– هيئة التحرير
يخلد المغرب، في السادس من نوفمبر من كل عام، ذكرى المسيرة الخضراء المجيدة، تلك المسيرة السلمية التي جسدت وحدة الشعب المغربي وإرادته القوية في استرجاع أراضيه الصحراوية، وتأتي هذه السنة الذكرى الـ49 لهذه المحطة التاريخية التي غيّرت مسار القضية الوطنية وأسست لمسار جديد للوحدة الوطنية.
انطلقت المسيرة الخضراء في سنة 1975 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني، وقد شارك فيها حوالي 350 ألف مغربي ومغربية، توافدوا من مختلف ربوع المملكة، حاملين الأعلام المغربية والمصاحف، تعبيراً عن سلمية المسيرة ونبل هدفها. وبهذه الخطوة، تمكن المغرب من تأكيد حقوقه التاريخية والقانونية في أقاليمه الجنوبية، حيث انسحب الاحتلال الإسباني الذي كان جاثما على أراضي الصحراء المغربية.
وتأتي هذه الذكرى في الوقت الذي يواصل فيه المغرب تحقيق إنجازات كبيرة على المستوى الدولي في دعم قضيته الوطنية، حيث نجح في توسيع قاعدة الدعم لسيادته على صحرائه، سواء عبر الاعترافات الدولية أو من خلال اتفاقيات الشراكة التي يعقدها مع دول مختلفة. وقد أصبح مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 أساساً لحل قضية الصحراء، مما يعزز موقف المغرب ويجعله نموذجاً للتسوية السلمية للنزاعات.
وعلى المستوى التنموي، عمل المغرب على إطلاق مشاريع كبرى في الأقاليم الجنوبية، حيث شهدت هذه المناطق نقلة نوعية في البنية التحتية والاقتصاد، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة وجعل الأقاليم الجنوبية جسراً للتواصل مع أفريقيا. هذا التوجه التنموي يأتي في سياق تعزيز الروابط بين أبناء الشعب المغربي في مختلف مناطق البلاد وتحقيق تنمية شاملة تعود بالنفع على الجميع.
ويعتبر تخليد هذه الذكرى فرصة لتجديد التلاحم بين الشعب المغربي وملكه، والتأكيد على الوحدة الوطنية في مواجهة كل التحديات، حيث تتجدد من خلالها مشاعر الفخر والاعتزاز بالمسيرة الخضراء كرمز للوحدة والسيادة، وبمكتسبات المملكة التي تحققت بفضل تضحيات الأجيال الماضية وجهود الأجيال الحاضرة.
في هذا السياق، تعكس ذكرى المسيرة الخضراء استمرار المغرب في الدفاع عن حقوقه المشروعة، وتكريس إرادته الراسخة لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار، مجسدةً إيمان المغاربة العميق بوحدة وطنهم من طنجة إلى الكويرة.