مشروع المؤسسة المندمج، آلية واقعية للارتقاء بجودة التعلمات

ذ/عبد العزيز السيدي
يسعد قناة المشهد تيفي من خلال مسؤول مكتبها بمدينة الداخلة من عمق الصحراء المغربية، وكما وعدناكم الأسبوع المنصرم، أن تواصل مع متتبعيها الأماجد تقديم مداخلات الأستاذ المقتدر مولاي عبد العزيز السيدي من مدينة مراكش في موضوع مشروع المؤسسة من حيث كونه مشروعا مندمجا، لما يحظى به من أهمية بالغة في سياق التطور النوعي الذي تعرفه المنظومة التربوية سيما مع ما بات يعرف بخارطة الطريق 2022/2026 والتي يراهن عليها المجتمع المغربي أطرا إدارية وتربوية وجمعيات المجتمع المدني والأسر وكافة المتدخلين والفاعلين في حقل التربية والتكوين، في تحقيق الجودة المطلوبة.
•بطاقة تعريفية للأستاذ عبد العزيز السيدي :
⦁ أستاذ مكون بسلك تكوين أطر الإدارة التربوية وسلك أطر الدعم وبسلك تأهيل الأساتذة المتدربين ”المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش” ⦁ رئيس مركز رؤى للأبحاث والدراسات والتكوينات في التربية والتنمية بمراكش ⦁ فاعل تربوي وخبير في الحياة المدرسية ومشروع المؤسسة. |
في الآونة الأخيرة تم الانتقال من الحديث عن مشروع المؤسسة الى مشروع المؤسسة المندمج حيث أصبح مشروع المؤسسة المندمج، آلية لتفعيل أنشطة الحياة المدرسية والارتقاء بجودة المؤسسات التعليمية وأدائها التدبيري.
ويقصد بالإدماج عمليات: التوحيد، الترسيخ، وضبط تمفصلات المهام والأنشطة والعمليات، المفضية الى نجاح المشروع..
يشير أيضا مفهوم الإدماج الى معاني التدبير الأفقي للمشروع؛ ويؤخذ مفهوم الإدماج بمعنى التنسيق المتناغم لأفعال مختلفة.
مشروع المؤسسة المندمج هو مشروع جامع يهدف إلى تحسين جدوى وجودة التعليم وضمان الإنصاف في الولوج إليه…
وهو نتيجة عمل جماعي مبني على تعبئة كافة المتدخلين بما فيهم المتعلمين (ات) قصد التأسيس لممارسات جديدة في مجال التدبير التشاركي ودعم استعمال البيداغوجيا المتمركزة حول المتعلم، من خلال اعتماد مقاربة النوع والإدماج الاجتماعي..
يروم المشروع المندمج دعم كافة المتعلمين (ات) إناثا وذكورا وكذا الفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخاصة، ليواصلوا مسارهم الدراسي ويندمجوا في النسيج الاقتصادي، كما يهدف الى الرفع من جودة التعليمات وأداء المؤسسات التعليمية….
لماذا هو مشروع مندمج؟
– لأنه يدمج جميع المجالات المرتبطة بالمؤسسة في مشروع واحد عبارة عن خطة عمل لتطوير الأداء وتحسين الجودة.
ويعتمد على التدبير التشاركي الفعلي لكافة المتدخلين والتعاقد معهم ويرتكز على مقاربة النوع والإدماج الاجتماعي.
– يدمج جميع الأبعاد:
التدبير الشراكة التعبئة المجتمعية والبيداغوجيا النشيطة والتكنولوجيا والتواصل الفعال وانشطة الحياة المدرسية والبنية التحتية والتجهيز ويعنى بالنظام والانضباط …… من أجل جودة التعلمات وملاءمتها لمتطلبات الحياة وتحقيق مدرسة المواطنة والنجاح المدرسي
دعامات مشروع المؤسسة المندمج، وتشمل أربعة دعامات تشكل مجالات العمليات والانشطة:
– الارتقاء بالتعلمات وإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات:
– الارتقاء بأنشطة تدبير الحياة المدرسية ومبادئ النوع والإدماج لاجتماعي
– التدبير والمقاربة التشاركية
– البنية التحتية والتجهيزات
المبادئ الموجهة لمشروع المؤسسة المندمج يمكن الإشارة اليها من خلال:
1- المبادئ الموجهة للتدبير
-الحكامة الجيدة
-استقلالية تدبير المؤسسة التعليمية
– جودة خدمات المؤسسة
– المقاربة التشاركية وتقاسم الممارسات المهنية الجيل
– تطبيق مبادئ النوع والإدماج الاجتماعي
2- المبادئ الموجهة للتعليم والتعلم
جودة التعلمات
التربية على المواطنة والسلوك المدني
جعل المتعلم(ة) في قلب الاهتمام والتفكير والعمل
ملاءمة التعلمات لمتطلبات الحياة العملية
تشجيع التفتح والتميز.
ويمكن ان نقول ان مشروع المؤسسة المندمج يسعى الى تحقيق منطوق المرجعيات التشريعية والتنظيمية والتربوية المؤطر لنظام التربية والتكوين ومن ضمن ذلك الحق في التعليم من قبل:
– التوافر: التعليم مجاني وممول من قبل الحكومة، عدد كافي من المعلمين والمعلمات قادرين على دعم عملية التعليم وبنية تحتية كافية وملائمة.
– المقبولية: مضمون التعليم ذو صلة بواقع الناس وانتظاراهم، غير تمييزي، مناسب ثقافيا نوعية جيدة، مدرسة آمنة.
– الإتاحة: امكانية الالتحاق- نظام غير تمييزي ميسر للجميع خطوات ايجابية لإدماج الفئات الأكثر تهميشا (الجنس- الإعاقة- الوسط- الوضعية الاقتصادية- اللغة …)
– التكيف: القابلية للتكييف- تعليم قابل للتطور مع الاحتياجات المتغيرة للمجتمع ويسهم في القضاء على اللامساواة والتمييز بين الجنسيين، تعليم قابل للتعديل مع ما يتلاءم مع السياقات المحلية.
أعتقد ان مستقبل مشروع المؤسسة المندمج لن يكون الا إيجابيا على تطور اصلاح منظومة التربية والتعليم والتكوين حيث بشكل نظاما نسقيا مؤلفا من مكونات مترابطة ومتفاعلة فيما بينها، فهو عبارة عن إطار كلي شامل لمجهودات كافة الفاعلين، وآلية لتنظيم مختلف العمليات الإدارية والتربوية وانجازها بغية تحسين جودة التعلمات، وتنزيل السياسة التربوية المعتمدة ومشاريع الإصلاح داخل كل مؤسسة تعليمية ،اعتبارا اما قلت في مقدمة هذا الموضوع بكون المؤسسة التعليمية نقطة ارتكاز المنظومة، والالية الكفيلة بتنزيل مختلف البرامج والأنشطة والمشاريع التربوية وانماء كفايات المتعلمات والمتعلمين.
كما أن إيجابياته تكمن في كونه بعد عملية التشخيص التي تقوم بها لجنة قيادة المشروع، يوفر المعطيات الداخلية للمؤسسة ومعطيات محيطها المحلي، ضمن إطار تكاملي، تشاركي ورؤية محلية تساعد على حصر الأولويات وتحديد مجالات تحسين الجودة داخل المؤسسة وفي محيطها وتوجه تحديد الأهداف، وترجمة ذلك كله إلى مجموعة من العمليات
التدبيرية والتربوية الهادفة إلى تحسين جودة التعلمات لجميع المتعلمات والمتعلمين، باستعمال الموارد البشرية والمادية والمالية المتاحة والأنشطة من حيث الإنصاف وتكافؤ الفرص، ومن حيث ملاءمة التعلم لتطلعات المحيط، وجاذبية المؤسسة…
وكون مشروع المؤسسة المندمج يعتمد تدبيرا تشاركيا قائما على النتائج، ويفتح باب المبادرات أمام المؤسسة وشركائها لتطوير أدائها وعرض إنجازاتها، انه يشكل خارطة طريق للانتقال من المستوى الحالي لأداء المؤسسة وجودة التعلمات إلى المستوى المنشود
كما يعد أداة لتأمين جودة أنشطة الحياة المدرسية وحسن تدبيرها سواء الأنشطة الصفية او المندمجة أو الداعمة التي تنمي الكفايات الشخصية والاجتماعية والنفسية كما تنمي الميولات الفنية والثقافية والعلمية، والمهارات الأساسية في الحياة وترسخ التربية الخيرة والجمالية ….
كما يشكل مشروع المؤسسة المندمج وسيلة لتطبيقات التعلم الملائم، من خلال برمجة أنشطة تطبيقية للتعلمات المدرسية في محيط المؤسسة، أو استضافة دوي الخبرة في شتى القطاعات لإبراز تطبيقات التعلمات في مجال عملهم… وذلك باعتماد تطبيق مبادئ النوع والإدماج الاجتماعي لتمكين كل متعلم(ة) من حق الاستفادة من الخدمات المدرسية ومن أنشطة مشروع المؤسسة المندمج، على مستوى المشاركة، والاستفادة، واتخاذ القرار
وهو ما تم ابرازه في المشروع رقم 10 من المشاريع المستجدة والمرتبطة بأحكام القانون الإطار 51.17 والدي ينص على (المشروع رقم 10)
دعم وتنويع أنشطة الحياة المدرسية من أجل إرساء مدرسة مواطنة دامجة
إرساء استقلالية المؤسسات التعليمية باعتماد مشروع المؤسسة
حفز التفتح واليقظة عند المتعلمين (ات) وتشجيعهم على إبراز مواهبهم
النهوض بالتربية على الصحة وتتبع البرامج الوطنية للوقاية بالوسط المدرسي
تعزيز قيم المواطنة والسلوك المدني والتنمية المستدامة.
نطمح ان يكون النموذج التنموي الجديد وما يتضمن من توجهات متعلقة بالمؤسسات التعليمية ضمن الاختيار الاستراتيجي الأول: تعليم ذو جودة للجميع، ورهانا للإصلاح المنشود وتنزيلا لمنطوق الرؤية الاستراتيجية 2030-2015 خصوصا في ظل القانون الإطار 17-51 كنص تشريعي ملزم الجميع ….
إن مشروع المؤسسة المندمج يجعل من التربويين والإداريين أطرا:
· عارفة بواقع المؤسسة من خلال تحليل منهجي.
· تعمل على ابتكار الحلول ووضع الخطط وتنفيذها.
· تجتهد في تطويرها لتحسين مؤشراتها.
· تمتلك ثقافة التقييم والتقويم باعتماد معايير ومؤشرات التحقق……
ان منهجية العمل بالمشروع اختيار استراتيجي للمنظومة التربوية على كافة المستويات:
1- وطنيـــــا وجهويــــا وإقليميا–:”مجالات الرؤية الاستراتيجية 2030-2015 ومشاريع الإصلاح الراهنة مدعومة بمنطوق القانون الإطار 17-51
2- محليـــــــــــــا: “مشروع المؤسسة” في المرحلة السابقة والحالية ومشروع المؤسسة المندمج في المستقبل القريب بعد اصدار مذكرة تعميمه بتاريخ 06 أكتوبر 2021 تحث رقم 21-087
– ويمكن تلخيص أبرز ما جاء فيها على النحو التالي:
مشروع المؤسسة المندمج سيرورة متواصلة ترتكز على مكتسبات الوزارة من خلال مختلف التجارب السابقة
المدخل الوحيد للتدبير والحكامة
الإلزامية، التعاقد
تعريف موحد (مع المادة 2 من القانون الإطار)، آلية عملية لتحسين جودة التعلمات لجميع المتعلمات
برنامج عمل ل 3 سنوات
مختلف العمليات المداخل الرئيسية للجودة الحياة المدرسية،
الدعم، التوجيه، التجهيز التربوي، …
المنهجية (DEPART) ومقاربة مندمجة تستحضر أهدف مشاريع تنفيذ القانون الإطار17-51 ومقارية تشاركية…….
التفعيل القبلي لمختلف الأليات
المشاركة التلاميذية من خلال المجلس التلاميذي
مسطرة المصادقة: منتصف أكتوبر بالنسبة للمؤسسات ومنتصف نونبر بالنسبة للمديريات
التواصل حول مشروع المؤسسة المندمج
تعزيز الدعم المخصص لتمويل مشاريع المؤسسة في إطار تعاقدي
تعميم ارساء مشروع المؤسسة المندمج
تنظيم حملات تواصلية مع كل الفاعلين الداخليين والخارجيين….
– وهذه بعض مراسيم ومذكرات تعزز العمل بمشروع المؤسسة المندمج
المرسوم رقم 2.20.475 صادر في 9 ذي الحجة 1442 (20 يوليوز2021) بتحديد قواعد اشتغال وأدوار ومهام جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ في علاقتها بمؤسسات التربية والتكوين
مذكرة وزارية رقم 21×078 بخصوص وضع برنامج العمل التربوي لإنجاح الموسم الدراسي 2021-2022.
مذكرة رقم 21-087 بتاريخ 06 أكتوبر 2021 في شأن تعميم العمل بمشروع المؤسسة المندمج
مذكرة رقم 21-084 بتاريخ 30 شتنبر 2021 في شأن إدماج أنشطة الحياة المدرسية في الزمن المدرسي
مذكرة رقم 21-083 بتاريخ 30 شتنبر 2021 في شأن إرساء المجالس التلاميذية التي تهدف إلى تمكين التلميذات والتلاميذ من إطار يعزز مشاركتهم في النهوض بالمنظومة التربوية وإيصال أصوات وآراء ومقترحات أقرانهم إلى صانعي القرار، سواء على مستوى المؤسسات التعليمية أو على المستوى الإقليمي والجهوي والوطني؛
وبالرجوع الى تجربة مشروع المؤسسة خلال السنوات القليلة الماضية يمكن القول ان
مذكرات وزارة التربية الوطنية نصت منذ أكثر من عشر سنوات (مذكرات 731994 / و2795// و1331996/) على مشروع الـمؤسسة كآلية لدعم التجديد التربوي في الـمؤسسات التعليمية، وقدمت نماذج ومقاربات حملت الكثير من الآمال والتجارب الواعدة، بيد أن التجربة آلت في نهاية الـمطاف إلى تعثر العمل بالـمشاريع في الـمؤسسات. وذلك لأسباب منها:
– التركيز على التوجيهات النظرية بدل التفعيل الـميداني؛ جعل الـمشروع مبادرة تطوعية غير مدعومة بمسؤوليات وواجبات واضحة أو بموارد وآليات للتتبع والـمواكبة على الـمستوى الـمحلي والإقليمي والجهوي؛
– غياب الإشراك الفعلي للـمجتمع والشركاء في كافة مراحل الـمشروع؛ إغفال التثبت من توفر الـموارد اللازمة لتنفيذ الـمشروع؛ التركيز على أعمال جزئية مرتبطة بالصيانة والبناء والتجهيزات بدل التركيز على منظور كلي لـمشروع الـمؤسسة يشمل كافة الخطط والأعمال والجهود الـمبذولة لتحسين أداء رسالة التربية والتكوين الـمنوطة بالـمؤسسة التربوية.
وقد شهد نظام التربية والتكوين على مستوى العديد من الأكاديميات تجارب متنوعة لـمشروع الـمؤسسة في إطار التعاون الدولي. وأتاح ذلك للـمؤسسات الـمنخرطة بفعالية إنجاز مشاريع متعددة الـمجالات والأطراف والسنوات للارتقاء بأداء الـمؤسسة وتحسين جودة التعلـم. وارتبط انخراط الـمؤسسة والشركاء في مجمله بانخراط الـمدير(ة) وهيئة التأطير والنيابة (سابقا) المديرية حاليا والأكاديمية الجهوية في القيادة والتتبع وتشجيع الـمبادرة والاجتهاد. وقد أغنت تجارب التعاون الدولي الـمجال بمقاربات وأدوات ودلائل للتكوين مذكورة في الـمراجع ومستثمرة في مسودة دليل التكوين لتأطير مشروع الـمؤسسة قصد تفعيل أنشطة الحياة الـمدرسية وتحسين جودة التعلـم. وتشمل تجارب تربوية متنوعة منها ما تم انجازه في إطار مبادرات محلية أو جهوية أو مركزية بشراكة مع قطاعات ومؤسسات وهيئات وفعاليات وطنية متنوعة؛ ومنها ما تم انجازه في إطار التعاون بين وزارة التربية الوطنية وشركائها الدوليين بجهات ونيابات (مديريات حاليا) عديدة (ALEF,UNICEF,UNESCO ,APEF,…)
وقد تم استثمار العديد من هذه التجارب لتستلهم المؤسسات ما هو ملائم في تعزيز اجتهادها وتحسين تدبيرها
– تباين تمثل الفاعلين لمشروع المؤسسة؛
– اختزال مشروع المؤسسة في أنشطة فرعية وعدم اعتماده كإطار شمولي لتنزيل جميع مشاريع الرؤية الاستراتيجية 2030-2015 ومشاريع الإصلاح الراهنة المدعومة بالقانون الإطار 17-51؛
– محدودية المواكبة والتأطير والتتبع والتقييم والتقويم على المستوى الإقليمي والجهوي؛
– محدودية التنسيق فيما يتعلق بأجرأة مقتضيات مشاريع الرؤية الاستراتيجية 2030-2015 ومشاريع الإصلاح الراهنة وفق تصور مندمج؛ إذ لا يمكن تطوير أداء مؤسسة تعليمية إذا لم يتوفر الفاعلون بها على:
منظور ورؤية مشتركة لما ينشدونه منها وبتصور محلي واضح ودقيق وملائم للرؤية الاستراتيجية
خطة عمل لتجاوز الصعوبات وتصحيح الاختلالات
إمكانيات مادية وبشرية ومالية لأجرأة المشروع
على سيبل الختم
وعياً بأهمية الارتقاء بجودة التربية والتكوين، كرهان لتحقيق تنمية تستجيب لحاجات وتطلعات المجتمع؛
واعتباراً لأهمية الانخراط الكامل لجميع الفاعلين في صيرورة إرساء الجودة الشاملة بالمنظومة التربوية من خلال الاستحضار الدائم والالتزام الواعي بالمبادئ والموجهات التي نصت عليها كل المرجعيات المؤطرة لنظام التريبة والتكوين من الميثاق الوطني للتربية والتكوين الى القانون الإطار 17-51 ومشاريعه الإصلاحية. أصبح اليوم لازما علينا جميعا الالتزام بترسيخ ثقافة الجودة، تصوراً وممارسةً، لدى جميع المتدخلين في مجال التربية والتكوين، من خلال الاحتكام إلى المعايير محددة والتي من شأنها أن تضمن تطوراً نوعياً للمدرسة المغربية الحاضنة لقيم المجتمع المغربي الغني بمكوناته والمنفتحة على القيم الإنسانية النبيلة، وذلك وفق موجهات المرجعيات المؤطرة لنظام التريبة والتكوين، ولا يمكن ان يكون ذلك بدون اعتماد ثقافة المشروع ” مشروع المؤسسة المندمج “على الخصوص وفق خطواته المنهجية التي تتمحور في:
– الانطلاقة
– جمع وتحليل المعطيات/ التشخيص التشاركي
– الرؤية المشتركة/ تحديد الأولويات
– تحديد العمليات وضبط مؤشرات التتبع
– الأجرأة والتتبع والضبط
– الانتقال
إن امتلاك هذه الخطوات المنهجية بشكل تشاركي ووفق تخطيط استراتيجي يتضمن تحديداً واضحاً للمسؤوليات والأدوار وأهدافاً قابلة للقياس والتنفيذ، ويعزز الشعور بالمسؤولية لدى الجميع ويجعل من التقويم الذاتي والمحاسبة وسيلتين للتصحيح والتحفيز على التطوير المستمر لفعالية الأداء..
لذلك يتعين على كل الفاعلين (ات):
الإلمام بمفهوم مشروع المؤسسة المندمج وخصائصه وأهدافه الأساسية، والتركيز على الرفع من نسبة التمدرس والاحتفاظ بالمتعلمين، وتحسين جودة التعليم، وانفتاح المؤسسة على المجتمع التربوي، وتأسيس شراكات جيدة،
العمل داخل فريق يخلق دينامية جديدة لصالح المؤسسة التعليمية وإعطاء المدرسين هامش المبادرة والمسؤولية، التي يخولها مشروع المؤسسة مع تحفيزهم (ن)….
معرفة منهجية إعداد المشروع من حيث مراحله المختلفة، بتجميع وتحليل المعطيات، وتحديد مرامي المؤسسة، وتحديد الأهداف، ووصف العمليات، وتنفيذ وضبط وتقييم وتقويم المشروع، لكون مشروع المؤسسة هو الوسيلة التي يمكن للقيادة التربوية أن تبلور عبرها كل معارفها ومهاراتها في مجالات التدبير الإداري والتربوي والمالي والاجتماعي للمؤسسة..
التمكن من تصور واضح لـمشروع الـمؤسسة المندمج من حيث الـمرجعيات والـمفاهيم والأهداف والـمجالات والـمقاربات لاستثمارها في تأطير فرق مشاريع الـمؤسسات؛
تعميق الرصيد الـمعرفي والـمنهجي الـمتعلق بمشروع الـمؤسسة المندمج ورافعاته وأدوات العمل عبر كافة مراحل الـمشروع لاستثمارها في مواكبة أعمال فرق مشاريع الـمؤسسات و لاستثمارها أيضا في البرنامج السنوي العام للمؤسسة.
تنمية الـمهارات العملية في التنشيط وأساليب التكوين الـملائمة لتأطير فرق مشاريع الـمؤسسات بتبادل التجارب والخبرات، وتدارس مكونات الدلائل الـمرجعية الخاصة بمشروع الـمؤسسة المندمج؛
الاجتهاد في استثمار هذه الدلائل حسب حاجات فريق الـمؤسسة واجتهادات أعضائه، وأن يجتهدوا في تطويرها متجاوزين الاستعمال الحرفي.
إعداد خطة للتكوين والتأطير والتتبع الـميداني لـمواكبة مشاريع الـمؤسسات وتوثيق التجارب والابتكارات وفق الـمرجعيات التربوية الرسمية.
وبناء عليه تروم كفايات امتلاك الخطوات المنهجية لمشروع الـمؤسسة المندمج ،الرفع من القدرات التدبيرية لمختلف الأطر الإدارية والتربوية وتحفيزها على قيادة التغيير الميداني بالمؤسسات من خلال التعبئة المجتمعية المستدامة ؛ وذلك بتمليكهم آليات تدبير أنشطة الحياة المدرسية وكيفية بناء وتدبير الشراكات التربوية في إطار مشروع المؤسسة المندمج PEI وفق رؤية ابتكارية تشاركية وتعاقدية مستدامة وناجعة ترتكز على الأولويات المحلية، وتجيب عن حاجيات روادها بتقديمها عرضا تربويا احترافيا متنوعا وملائما، يروم تعبئة الموارد وانتقائية البرامج.
ولتحقيق الكفايات أعلاه يستلزم الامر تحقيق الأهداف التالية:
الإلمام بكل مجالات الأنشطة الـمدرسية والتحكم في آليات تفعيلها على مستوى المؤسسة التربوية وكذا مع محيطها الاقتصادي والاجتماعي ومع مختلف الشركاء.
التمكن من ربط علاقات مهنية واجتماعية مع كل الفاعلين بالمجتمع المدرسي الموسع: إدارة تربوية وهيئة التأطير والمراقبة التربوية وهيئة التدريس والمتعلمين والمتعلمات وجمعية امهات وآباء وأولياء التلاميذ والجماعات الترابية وكل الشركاء من فاعلين اقتصاديين واجتماعيين وجمعيات المجتمع المدني…
الالتزام بمبادئ دمقرطة الحياة المدرسية وتجسيد القيم النبيلة والقدرة على تأطير المتعلم لمواجهة مشاكل الحياة والقدرة على إعمال الفكر والتمكن من الفهم والتحليل والنقاش الحر وإبداء الرأي واحترام الرأي الآخر.
التمكن من مجموعة من المقاربات التربوية التي تجعل المدبر منخرطا ومساهما في تفعيل وتنشيط مجالات الحياة المدرسية.
ومن هذه الزاوية وجب التعرف على أهم العناصر التي يمكن أن تساعد على تنظيم هذه الحياة المدرسية في إطار مشروع المؤسسة المندمج PEI وتوجيهها وجهة تسعى إلى تحقيق موصفات الانصاف والجودة والقيم وتأهبل العنصر البشري والانفتاح:
وذلك بالإلمام بالمحاور الآتية:
✔ المفهوم الجديد لتدبير أنشطة الحياة المدرسية؛ والقطع من ما يسمى أنشطة موازية
✔ المرجعيات المؤطرة للمنظومة التربوية والتكوينية
✔ الآليات والمقاربات المعتمدة التدبير بما في ذلك المقاربات النفسية والاجتماعية ومقاربة النوع والادماج الاجتماعي
✔ مرتكزات الحياة المدرسية؛
✔ التواصل الفعال ومقومات الحكامة الجيدة
✔ التعبئة المجتمعية وبناء الشراكات وتدبيرها
ولتحقيق ذلك يحب الرفع من مستوى التكوين، وإعداد الفاعلين والممارسين والمتدخلين في مجال “تدبير الحياة المدرسية وأنشطتها والياتها ومنها “مشروع الـمؤسسة المندمج ” وذلك بهدف تحسين الأداء، وتطوير الكفايات والمقاربات المعتمدة وتوحيدها، و التعريق بالهدف من وراء هذا المشروع المندمج و الرفع من جودة التكوين وتحسين الأداء المهني للمكونين لبلوغ الاحترافية، إيمانا منا بأن تأهيل الموارد البشرية يعتبر عاملا أساسيا في ضمان نجاح مشروع المؤسسة المندمج وتفعيل الشراكة المجتمعـية اعتمادا على مقاربات بيداغوجية أندرا وجية ومهنية، تروم التغيير وتحقيق الإصلاح المنشود في ظل مدرسة المواطنة الدامجة.. تركز على:
– تفعيل أداء مجالس المؤسسة والمجالس التلاميذية وتفعيل أداء الجمعيات التدبيرية وتصحيح وضعيتها القانونية والارتقاء بأداء الإدارة التربوية وتجويد مهامها، واختصاصاتها ومن ضمنها الإشراف على إرساء مشروع المؤسسة المندمج وتفعيل أدوار جميع المتدخلين كل في مجال اختصاصه..
– التركيز على الانخراط الفاعل والفعال للمتعلمين (ات) في إحداث الاندية وتخطيط اعمالها وتأطير انشطتها لجعلها أندية فعلية وفعالة.
– اعتماد منظور شمولي استراتيجي ومتكامل في إحداث الاندية التربوية.
– تنويع أنشطة الاندية وانتظام العمل بها مع توفير الشروط الضرورية لنجاحها.
– المواكبة والمصاحبة لأنشطة الاندية التربوية ومراكز الانصات والاستماع مع تطوير أساليب الإشراف والتأطير والتوجيه.
– ضمان الانخراط الفعلي لجمعيات أمهات وآباء واولياء التلاميذ في التخطيط والتنشيط والتتبع والمواكبة والمصاحبة والتقويم والدعم لأنشطة الأندية التربوية.