عندما تحكم معايير غير مكتملة على قيادة المجتمع..

المشهدTV – توفيق المويني
من المؤسف أن نرى اليوم أناسًا يتخذون من أشخاص لا يمتلكون التجربة الكافية قدوة ومراجع في العلاقات الاجتماعية وفي اتخاذ القرارات المصيرية. نحن نتحدث هنا عن أولئك الذين يفتقرون إلى الخبرة والحكمة التي تأتي مع الزمن والتجارب المتراكمة. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك، اعتماد البعض على تصريحات أشخاص في بداية مسيرتهم المهنية والشخصية، كمراجع في القضايا الاجتماعية لا سيما المتعلقة بالعلاقات الأسرية.
●معيار غير مكتمل
عندما نضع إنسانًا، لم يتجاوز بعد مرحلة التكوين والتعلم الشخصي، كمعيار يُحتذى به في العلاقات الاجتماعية،حيث يتم تداول تصريحاته عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي، مما يثير تفاعلًا واسعًا وردود فعل متباينة بين المؤيد والمعارض فإننا بذلك نظلم أنفسنا ونظلمهم. إنهم لم يكتسبوا بعد الرؤية الكاملة للحياة ولم تتشكل مبادئهم بشكل نهائي، وبالتالي فإن أفكارهم ومواقفهم قد تتغير مع مرور الوقت ومع تراكم التجارب. لذا، من غير الحكمة أن نعتمد على آرائهم وتوجهاتهم كحقائق ثابتة أو نصائح نهائية.
●احترام المعلمين واجب ولكن..
لا شك في أن المعلمين يستحقون كل الاحترام والتقدير لدورهم الكبير في بناء الأجيال. ولكن يجب أن نميز بين الاحترام الذي يستحقونه كمعلمين وبين تحميلهم مسؤوليات فوق طاقاتهم وخبراتهم. فمدرس مبتدئ، خاصة في المستويات التعليمية الأولى، ما زال في مرحلة بناء شخصيته المهنية وتكوين رؤيته التربوية والاجتماعية. لا يمكن أن نتوقع منه أن يكون مرجعًا في القضايا التي تتطلب نضجًا وخبرة أكبر.
●الجهل في الدين والدنيا
إن الاعتماد على معايير غير مكتملة يعكس جهلًا كبيرًا لا في الدين ولا في الدنيا. فذلك يدعو إلى الحكمة والتبصر، وإلى الاستفادة من خبرات وتجارب من سبقونا. وكذلك، حيث إن القرارات الحكيمة تتطلب رؤية شاملة ونظرة بعيدة المدى. الاعتماد على معايير غير مكتملة في هذه الأمور يعرض المجتمع لمخاطر كبيرة، وقد يؤدي إلى انتشار الأفكار السطحية والقرارات الخاطئة.
●الحاجة إلى القدوة الحكيمة
المجتمع بحاجة إلى قدوات حقيقية تمتلك الخبرة والحكمة، قادرة على إرشاده نحو الطريق الصحيح. هؤلاء هم الذين مروا بتجارب حياتية متنوعة، وواجهوا تحديات متعددة، واستطاعوا أن يبنوا لأنفسهم مبادئ ثابتة ورؤية واضحة. هؤلاء هم من يمكننا الاعتماد عليهم في القضايا المصيرية وفي إرشادنا نحو ما فيه الخير والصواب.
يجب أن نكون أكثر وعيًا وتبصرًا في اختيار قدواتنا ومراجعنا في الحياة. علينا أن نبحث عن الحكمة والنضج فيمن نقتدي بهم، وأن نتجنب الاعتماد على معايير غير مكتملة قد تجرنا إلى الجهل والأخطاء.