المشهد تيفي قناة إلكترونية مغربية متجددة على مدار الساعة

الرؤية التقنوقراطية لبنموسى.. هل هي عقبة أمام إصلاح التعليم؟

رضوان عريف

 

يتميز قطاع التربية الوطنية بوجود أطر وكفاءات تربوية راكمت تجارب مهمة داخله. إلا أن الوضع تغيّر بقدوم وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، الذي جاء مصحوبًا بفريق تقنوقراطي لا علاقة لهم بالمجال التعليمي سوى ارتباطهم السابق بالوزير عبر محطات مهنية أخرى.

الفريق التقنوقراطي

قام بنموسى بالاستعانة بأشخاص لتنفيذ رؤيته الإصلاحية داخل القطاع. ومعظم هؤلاء لا صلة لهم مباشرة بقطاع التربية الوطنية ويفتقرون للخبرة الكافية فيه. قد عملوا بجانب الوزير في لجنة صياغة النموذج التنموي الجديد التي كان يرأسها. يتمتع هؤلاء بصلاحيات واسعة داخل الوزارة، مما جعلهم يتحكمون في كل صغيرة وكبيرة منذ تولي بنموسى الوزارة، فيما تراجع دور العديد من المسؤولين البارزين الذين لديهم خبرة طويلة في التعليم، بدأت من التدريس ووصلت إلى مناصب مسؤولية كبيرة.

الأزمة في قطاع التعليم

يرى متابعون أن جزءًا كبيرًا من الأزمة التي يمر بها قطاع التعليم، خاصة مع تنزيل النظام الأساسي الجديد لموظفي الوزارة وما تبعه من إضرابات واحتجاجات، يعود إلى الرؤية التقنوقراطية للوزير بنموسى وفريقه. فالتعليم قطاع اجتماعي معقد يتطلب معالجة مشاكله بأبعاد متعددة، لا سيما تلك المتعلقة بالموارد البشرية. ورغم المشاكل المتراكمة وفشل الإصلاحات السابقة، قرّب بنموسى من دائرته أشخاصًا يفتقرون إلى الخبرة السياسية أو النقابية.

الشخصيات المؤثرة

يونس سحيمي: الكاتب العام للوزارة، جاء خلفًا ليوسف بلقاسمي، وهو من اتخذ قرار تنفيذ الاقتطاعات من أجور الأساتذة المضربين، مما زاد من حدة الاحتجاجات. شغل سحيمي عدة مناصب سابقة في دواوين وزراء من الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال، وهو الآن من بين الشخصيات المؤثرة في قرارات الوزارة.

يوسف السعداني حساني: مستشار الوزير المكلف بإعداد وتنزيل خارطة الطريق. اشتغل سابقًا مع بنموسى في لجنة النموذج التنموي الجديد، وقوته داخل الوزارة تجعله مرجعًا في الاجتماعات.

عائشة أقلعي: مسؤولة التواصل بالوزارة، جاءت من لجنة النموذج التنموي حيث كانت مشرفة على التواصل. بات لها كلمة قوية داخل الوزارة، رغم شكاوى نساء ورجال التعليم من ضعف التواصل.

سناء الريسوني: مكلفة بمهمة بديوان الوزارة، تتمتع بمكانة قوية، مكلفة بتوضيح خارطة الطريق لإصلاح المدرسة العمومية. تحظى بمكانة بارزة داخل الوزارة رغم افتقارها للخبرة الطويلة في قطاع التربية الوطنية.

أحمد الجماني: مدير ديوان الوزير، جاء من خلفية أكاديمية وبحثية في علم الاجتماع، وتم ضمه للوزارة من لجنة النموذج التنموي. هو الحاصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة “باريس 1 السوربون” بفرنسا، واشتغل سابقًا مكلفًا بمهمة لدى رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وأدار التعاون الدولي ودعم المجتمع المدني بوكالة الجنوب بين 2013 و2015.

تظهر المعطيات أن الاعتماد على فريق تقنوقراطي قد أدى إلى تهميش الكفاءات التربوية ذات الخبرة الطويلة، مما ساهم في تفاقم الأزمة داخل قطاع التعليم. إن نجاح أي إصلاح يتطلب إشراك الخبرات المتنوعة والتواصل الفعال مع جميع مكونات القطاع.

 


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...