المشهد تيفي قناة إلكترونية مغربية متجددة على مدار الساعة

موجة غضب تجتاح المواطنين بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المواشي قبيل عيد الأضحى

المشهدTVتوفيق المويني

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يتزايد القلق بين المواطنين نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار المواشي، مما يثقل كاهل العديد من الأسر التي تجد صعوبة في تأمين أضاحي العيد، وهو ما يعكس حالة من الاستياء العام ويثير تساؤلات حول أسباب هذا الارتفاع وتأثيراته.

يمثل عيد الأضحى مناسبة دينية هامة تحتفل بها الأسر المسلمة بذبح الأضاحي، إحياءً لسنة النبي إبراهيم عليه السلام. ومع ذلك، فإن غلاء أسعار المواشي هذا العام جعل من الصعب على الكثيرين القيام بهذه الشعيرة الدينية، مما يسبب حالة من الإحباط والاستياء بين المواطنين.

تتعدد أسباب هذا الارتفاع في الأسعار، منها ارتفاع تكاليف الأعلاف والنقل والرعاية البيطرية، بالإضافة إلى نقص المعروض نتيجة عدة عوامل منها الجفاف والأوبئة التي أثرت على الماشية. كما أن التغيرات الاقتصادية العالمية مثل التضخم وارتفاع أسعار الوقود تلعب دوراً كبيراً في زيادة تكاليف الإنتاج والنقل، مما ينعكس على سعر البيع للمستهلك النهائي.

من ناحية أخرى، يشتكي المواطنون من غياب الرقابة الفعالة على الأسواق، مما يفتح المجال أمام بعض التجار (الشناقة) لاستغلال هذه المناسبة وزيادة الأسعار بشكل غير مبرر، وهو ما يزيد من معاناتهم ويعمق من أزمة الثقة بين المستهلكين والجهات المعنية بتنظيم الأسواق.

تتزايد المطالبات بضرورة تدخل الحكومة لضبط الأسعار وتوفير المواشي بأسعار معقولة، سواء من خلال دعم المزارعين أو تقديم تسهيلات في استيراد المواشي من الخارج لتلبية الطلب المحلي. كما يُطالب بتفعيل دور الأجهزة الرقابية لضمان عدم استغلال المواطنين في هذه الفترة الحرجة.

●اللجوء إلى المواشي المستوردة كبديل

مع ارتفاع أسعار المواشي المحلية، لجأ العديد من المواطنين إلى التفكير في شراء المواشي المستوردة كبديل أرخص، إلا أنهم فوجئوا بأن أسعارها أيضاً قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً. ورغم أن تكلفة استيراد هذه المواشي تظل أقل نسبياً مقارنة بالأسعار النهائية التي تُعرض بها في الأسواق المحلية، إلا أن الفجوة الكبيرة بين سعر الاستيراد وسعر البيع للمستهلك تثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التفاوت. يعزو البعض هذا الارتفاع إلى هوامش الربح الكبيرة التي يضعها بعض التجار مع العلم أنهم يستفيدون من نقص التكاليف المرتبطة بالنقل والتخزين والرسوم الجمركية، هذه الفجوة تسهم في زيادة الاستياء بين المواطنين الذين يشعرون بأنهم محاصرون بين أسعار محلية مرتفعة وأسعار مستوردة غير معقولة.

من جهة أخرى، يرى البعض أن الحل يكمن في تعزيز الثقافة المجتمعية التي تشجع على التضامن والتكافل، حيث يمكن للأسر التعاون في شراء الأضاحي وتوزيعها بينهم لتخفيف العبء المالي، كما يمكن للمؤسسات الخيرية أن تلعب دوراً مهماً في توفير الأضاحي للأسر المحتاجة.

في الختام، يظل عيد الأضحى مناسبة للتقرب إلى الله وللتضحية والعطاء، ومعالجة مشكلة غلاء أسعار المواشي تتطلب تضافر جهود الحكومة والمجتمع معاً لضمان أن يتمكن الجميع من الاحتفال بهذه المناسبة الكريمة دون أن تثقلهم الأعباء المالية.

 


شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...